وسط الزحام العمراني لمدينة القاهرة، يبرز قصر الأمير بشتاك كواحد من أبرز المعالم المعمارية الإسلامية الباقية.
يقع القصر في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وهو محاط بإحدى عشرة مسجدًا تاريخيًا تضفي عليه طابعًا روحانيًا فريدًا.
بُني القصر في القرن الرابع عشر الميلادي بأمر من الأمير سيف الدين بشتاك، أحد أمراء دولة المماليك البحرية، و يتميز القصر بجمال هندسته المعمارية والزخارف الرائعة التي تزين جدرانه وأسقفه، مما يجعله نموذجًا بارزًا لفن العمارة الإسلامية في ذلك العصر.
القصر يتكون من طابقين ويحتوي على العديد من الغرف والقاعات التي كانت تستخدم لاستقبال الضيوف وإقامة الحفلات.
في عام 1992، تعرضت مصر لزلزال مدمر أسفر عن تدمير العديد من المباني التاريخية، إلا أن قصر الأمير بشتاك نجح في الصمود والبقاء، مما يعكس جودة بنائه وقوة تصميمه.
وبعد جهود الترميم المستمرة، تم تحويل القصر إلى "بيت الغناء العربي" ليصبح مركزًا ثقافيًا يُحيي التراث الموسيقي العربي ويستضيف الفعاليات الموسيقية.
زيارتك لقصر الأمير بشتاك تأخذك في رحلة عبر الزمن إلى حقبة زمنية زاخرة بالفن والثقافة، و الدخول إلى القصر يتطلب تذكرة بقيمة رمزية، حيث يُفتح الباب أمام الجمهور للاستمتاع بجمال هذا الصرح المعماري والاستماع إلى الفنون الموسيقية التي تُقام فيه.
يعكس القصر تحولًا في كيفية استخدام التراث الثقافي، من مجرد مواقع سياحية إلى مراكز حيوية تحتضن الأنشطة الثقافية والفنية.
يعد قصر الأمير بشتاك مثالًا حيًا على كيفية الحفاظ على التراث المعماري وإعادة استخدامه بطرق تعزز من قيمته الثقافية والفنية